سفينة خليجية تعمل بالرياح وتقلب موازين الشحن البحري ! ابتكار عربي يبحر نحو المستقبل

في ظل التوجه العالمي نحو تبني مصادر الطاقة النظيفة والحد من الانبعاثات الكربونية، حققت سلطنة عمان إنجازا رائدا بإطلاق أول سفينة شحن عربية تعمل بطاقة الرياح تحت اسم "صحار ماكس".
إقرأ ايضاً:بشكل رسمي…إنتهاء موسم نجم الهلالقدم الآن: شركة ساكو السعودية تعلن عن فتح باب التوظيف في عدد من الوظائف الشاغرة بها
ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية في قطاع النقل البحري العربي، حيث يجمع بين الابتكار التقني والاستدامة البيئية، ويعزز من موقع سلطنة عمان كمركز لوجستي صديق للبيئة على المستويين الإقليمي والدولي.
مواصفات تقنية متطورة
تعد "صحار ماكس" واحدة من أكبر سفن الشحن الحديثة، وتصل سعتها إلى 400 ألف طن. وتتميز السفينة بخمس أشرعة دوارة ضخمة يبلغ طول كل منها 35 متراً، وقطرها خمسة أمتار.
تعتمد السفينة على ظاهرة "تأثير ماغنوس" الفيزيائي لتوليد طاقة الدفع من الرياح، ما يسهم في تقليل استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 6%، ويخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو ثلاثة آلاف طن سنوياً.
تصميم مرن يواكب التحديات التشغيلية
تتمتع السفينة بمرونة عالية بفضل تصميم أشرعتها القابلة للطي، إذ يمكن تعديل وضعها أفقيًا عند الرسو أو أثناء المرور تحت الجسور، مما يسهل حركتها في الموانئ والممرات المائية، حتى في ظل الظروف البحرية المعقدة. ويعد هذا الابتكار مثالا عمليا على إمكانية التوفيق بين الكفاءة التشغيلية والالتزام البيئي.
دعم حكومي وشراكات استراتيجية
أوضح الدكتور إبراهيم بن بخيت النظيري، الرئيس التنفيذي لشركة "أسياد للنقل البحري"، أن مشروع "صحار ماكس" يعكس التزام السلطنة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأشار إلى أن استخدام الدفع الهوائي في تشغيل السفن يمثل خطوة متقدمة في تحسين كفاءة التشغيل وخفض التكاليف والانبعاثات في آن واحد.
استثمارات في اللوجستيات الخضراء
من جانبه، أكد ناصر بن سليمان العزري، الرئيس التنفيذي لشركة "فالي" في عمان، أن المشروع هو ثمرة شراكة ناجحة مع مجموعة "أسياد" في تطوير حلول لوجستية مستدامة تعزز من سلاسل الإمداد العالمية.
وتسعى مجموعة أسياد، التي تُقدّر أصولها بأكثر من 4 مليارات دولار، إلى توظيف الابتكار البيئي في تطوير قطاع النقل البحري بما يتماشى مع أهداف "رؤية عمان 2040"، التي تضع الاستدامة في صميم خطط التنمية الوطنية.
نحو مرحلة جديدة من النقل البحري
لا تمثل "صحار ماكس" مجرد تطور تقني في عالم الشحن، بل هي بداية فعلية لعصر جديد من النقل البحري المستدام في العالم العربي.
ويؤكد هذا المشروع أن سلطنة عمان قادرة على قيادة جهود التحول البيئي في المنطقة، وأن طاقة الرياح قد تكون مفتاحاً لمستقبل أنظف وأكثر كفاءة في قطاع الشحن العالمي.