الأحساء: جوهرةٌ خضراء تُزين سماء التراث العالمي

كتب بواسطة: نور اسعد | نشر في

في شرق المملكة العربية السعودية، حيث تلتقي رمال الصحراء بماء البحر، تتربع واحة الأحساء، تحفةٌ طبيعيةٌ ساحرة، وشاهدةٌ على حضارةٍ عريقةٍ ضاربةِ الجذور في عمق التاريخ وها هي اليوم، بعد أن حظيت بتقديرٍ دوليٍ مُستحق، تُضاف إلى قائمةِ مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، لتُصبحَ جوهرةً خضراء تُزين سماءَ هذا التراثِ العريق.

الأحساء عبق التاريخ

تُعدّ واحة الأحساء من أقدمِ المواقعِ المأهولةِ بالسكانِ في شبه الجزيرة العربية، حيث يعود تاريخُها إلى أكثر من 5 آلاف عام وقد شهدت تعاقبَ حضاراتٍ عريقةٍ، بدءًا من الحضارةِ الدلمونية، مرورًا بالحضارةِ الكسائية، وصولًا إلى الحضارةِ الإسلامية.

إقرأ ايضاً:قفزة جديدة.. سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم الخميس 3 أبريل 2025 بعد عيد الفطر القادسية يضرب موعداً مع إتحاد جدة في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين

وتُجسّدُ معالمُها الأثريةُ، مثلُ قصر صاهود، وجبل القارة، وقصر محيرس، ومسجد جواثى، وميناء العقير، وسوق القيصرية، حكايةَ حضارةٍ مزدهرةٍ، تركت بصماتها على مرّ العصور.

واحةٌ خضراء

تُعدّ واحة الأحساء من أكبرِ واحاتِ النخيلِ في العالم، حيث تضمُّ أكثر من مليون ونصف مليون نخلةٍ، تُنتجُ أجودَ أنواعِ التمور وتنتشرُ فيها المساحاتُ الخضراءُ، والبساتينُ الوارفةُ، والعيونُ المائيةُ العذبةُ، لتُشكّلَ لوحةً طبيعيةً خلابةً تُبهرُ الأنظار.

تُعرفُ الأحساءُ بتنوعها الثقافيّ الغنيّ، وتقاليدها العريقة، وحرفها اليدويةِ المميزة وتُقامُ فيها العديدُ من المهرجاناتِ والفعالياتِ الثقافيةِ على مدارِ العام، ممّا يُضفي عليها رونقًا خاصًا ويُجذبُ إليها السيّاحَ من مختلفِ أنحاءِ العالم.

جاء إدراجُ واحةِ الأحساءِ ضمنَ مواقعِ التراثِ العالميّ ليُؤكّدَ على قيمتها الاستثنائيةِ، ولتُصبحَ رمزًا للتاريخِ والحضارةِ والثقافةِ في المملكة العربية السعودية.

وفي الختام تمثل واحة الأحساءُ نموذجًا فريدًا للتفاعلِ بين الإنسانِ والبيئةِ، وتُجسّدُ إرثًا حضاريًا غنيًا يُثري التراثَ العالميّ،إنّ إدراجَها ضمنَ مواقعِ التراثِ العالميّ هو مسؤوليةٌ كبيرةٌ تُوجبُ علينا جميعًا العملَ على حمايتها والحفاظِ عليها للأجيالِ القادمة.

اقرأ ايضاً