ليس مجرد تقليد ... رفع كسوة الكعبة يكشف عن سر مذهل لحماية الحرم في موسم الزحام

مع اقتراب موسم الحج من كل عام، تجدد المملكة العربية السعودية استعداداتها لاستقبال ضيوف الرحمن عبر سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى صون قدسية الحرم المكي وتيسير حركة الحجاج، ومن أبرز تلك الإجراءات رفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة، وهو تقليد سنوي يحمل دلالات دينية وتنظيمية عميقة.
إقرأ ايضاً:الشهري يبدأ عهد جديد مع الاتفاق بعد تجديد تعاقده…إليكم التفاصيلوظائف جديدة شاغرة: هيئة الصحة العامة وقاية تعلن عن فتح باب التوظيف بها في السعودية
حفاظا على قدسية الكعبة وسلامة الكسوة
تقوم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي برفع كسوة الكعبة من الأسفل لمسافة تصل إلى ثلاثة أمتار من جميع الجهات.
ويهدف هذا الإجراء إلى حماية الكسوة من التلامس والاحتكاك المباشر، لا سيما في ظل الزحام الشديد الذي يشهده المطاف خلال موسم الحج، حيث يسعى كثير من الحجاج إلى لمس الكسوة أو التعلق بأطرافها تعبيرًا عن التقديس والخشوع.
وللحفاظ على المظهر المهيب للكعبة، يغطى الجزء المرفوع من الكسوة بقماش قطني أبيض بعرض 2.5 متر وطول 54 مترًا، ويثبت بعناية فائقة بعد فك الأركان الأربعة للكسوة ورفعها إلى المستوى المطلوب، ثم يُعاد تثبيت الحلقات الذهبية (القناديل) في الزوايا بطريقة دقيقة تحافظ على جمالية الكعبة.
فرق فنية متخصصة لتنفيذ المهمة
تنفذ هذه العملية بواسطة فِرق فنية متخصصة ومدربة تتبع أعلى المعايير من حيث التنظيم، الاحترام لقدسية المكان، والدقة في الأداء. وتأتي هذه الخطوة ضمن منظومة متكاملة من التجهيزات التي تنفذها السلطات السعودية لتوفير بيئة آمنة ومنظمة، تساعد الحجاج على أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة.
موسم حج استثنائي بعد تخفيف القيود الصحية
ويأتي هذا الإجراء في وقت تستعد فيه مكة المكرمة لاستقبال أكثر من مليوني حاج هذا العام، في ظل عودة الأعداد إلى مستوياتها الطبيعية بعد رفع معظم القيود الصحية، واستمرار تنفيذ مشاريع التوسعة داخل الحرم المكي لتعزيز الطاقة الاستيعابية وتسهيل تدفق الحشود.
رفع الكسوة ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل هو رمز سنوي يجسد الجمع بين قدسية الشعائر ومتطلبات التنظيم، ويؤكد حرص المملكة على رعاية الحرمين الشريفين بما يليق بمكانتهما الدينية لدى المسلمين حول العالم.